محمد لطفي
إذا قررت السفر وسط دروب الصحراء الغربية في مصر متجهًا ناحية الحدود الليبية، تجد في هذا المكان قرية صغيرة تسمى “قرية الجارة” تبعد عن واحة سيوة بحوالي 150 كيلو متر وتبعد عن محافظة مرسى مطروح بحوالي 300 كيلومتر، في منطقة معزولة عن العالم لا تجد فيها إشارة لأي شبكة اتصال.
قررت مجموعة من طلبة الفرقة الرابعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة خوض تلك المغامرة والسفر إلى هناك لتصوير فيلمًا وثائقيًا عن تلك القرية تحت اسم “ج مربوطة”.
أظهر الفيلم جوانب حياة أهل الجارة التي تقتصر تقريبا على الزراعة فقط، فأهالي قرية الجارة الذين لا يتجاوزون الـ 800 فرد لا يملكون سوى مدرسة واحدة فقط تدرس حتى المرحلة الإعدادية، فهي تلك المرحلة التي يقف عندها تعليم أغلب أهل القرية وبعدها تبدأ حياتهم في الزراعة.
وأضاف الطلاب أن وسيلة التواصل الوحيدة الموجودة داخل القرية هي سنترال يحتوي على خط تليفون أرضي واحد فقط يستخدمه أهالي القرية في حالات الطواريء .
وصرح فريق العمل أن تلك القرية رغم افتقارها لتلك الاحتياجات إلا أن أهلها متمسكون بالعيش بها مع بعضهم البعض راضون عن الحياة داخلها رغم كل الصعوبات، مترابطون فيها ويكرمون أي ضيف يصل لقريتهم، ولهم عادة مميزة وهي عند وصول ضيف مهم للقرية يقومون بذبح نخلة وإخراج شيء بداخلها يسمى “الجُمار” وهو قلب النخلة، وذبح النخلة _ أي قطعها_ يتشبه بذبح أضحية لأن النخل هو أغلي ما لديهم وهو مصدر رزقهم .
وأما عن كواليس التصوير قال طلاب المجموعة الرابعة بمشاريع تخرج قسم الإذاعة والتلفزيون بـ “إعلام القاهرة” أن السفر إلى هناك لم يكن سهلاً ، فقد سافروا إلى واحة سيوة ليستقروا هناك وكان سفرهم للجارة يتم في السادسة صباحًا من كل يوم حتى السادسة مساءً للعودة إلى سيوة مرة أخرى.
وعن اختيار اسم “ج مربوطة” كشف فريق عمل الفيلم أن حرف الجيم يعبر عن قرية “الجارة” ومربوطة يدل على ترابط أهلها ببعضهم وتمسكهم بالعيش فيها رغم الظروف.