بقلم – سيد محمود سلام
أحد أهم الأدوار التي يجب أن يكون المركز القومي للسينما منوطًا بها، نشر الوعي وتعريف الأجيال الجديدة بتراثنا السينمائي، هذه المهمة بدأت في تنفيذها الدكتورة سعاد شوقي رئيس المركز القومي للسينما والتي تولت رئاسته مؤخرًا؛ حيث احتفلت ب ميلاد الأديب الكبير نجيب محفوظ ؛ بعرض بعض أفلامه على مدار ثلاثة أيام، كان لي شرف إدارة ندوة اليوم الثاني لأحد أهم الأفلام المأخوذة عن رواياته، وهو يحمل نفس اسم الرواية “السمان والخريف” للمبدعين الراحلين مخرجًا حسام ا
لدين مصطفى، وتمثيلًا محمود مرسي ونادية لطفي، وعبدالله غيث، وعادل أدهم، ونعيمة وصفي، وآخرين، وديكورات شادي عبدالسلام، وسيناريو أحمد عباس صالح، وموسيقى أندريا رايدر..
وأقيمت الاحتفالية بمركز ثروت عكاشة الثقافي بمدينة الفنون.. وبحضور شباب من المعهد العالي للسينما، وجمهور من فئات عمرية مختلفة.. نعم لم يكن الحضور كبيرًا كما ينبغي، ولكن التجربة – والتي يجب أن نضعها موضع الاهتمام – هي ما حدث من تجاوب ومناقشات بين الشباب من الدارسين للسينما عن موضوع الفيلم الذي رصد فترة حرجة من تاريخ مصر قبل وأثناء وبعد ثورة يوليو 52، وحريق القاهرة وتأميم القناة، وبراعة حسام الدين مصطفى في رسم الشخصيات، بانفعالات قلما تتوافر في أعمال أخرى، وتصوير بارع لكيليو ستشغيلي.
الحوارات التي تطرق لها الجمهور الذي حضر الفيلم تؤكد أن هناك وعيًا شديدًا بقيمة السينما في الحفاظ على تاريخنا، وإمكانية توصيل ما لم تنجح الكتب في توصيله لهم، كل ما حدث في هذه الفترة من مواقف يصعب شرحها يقدمها الفيلم برغم الرمزية التي حرص عليها المخرج حسام الدين مصطفى.
أما الدور المهم الذي يمكن أن نتخذ من هذه الاحتفالية بداية، ونقول نقطة ومن أول السطر، فهو كيف نصنع من مركز بهذا الجمال وهذا الحجم – وبه دار عرض مجهزة بمدينة السينما – مركزًا لالتقاء الشباب وإثراء المشهد الثقافي والسينمائي، فالمركز المكون من أكثر من عشر غرف، ألصقت على كل غرفة ورقة مكتوبًا عليها خصوصيتها، وعلمت من الدكتور خالد عبدالجليل كان في أثناء رئاسته للمركز القومي للسينما ينوي تحويل هذا المركز إلى “سينماتيك”، وهو حلم يتمناه كل من يعملون في النقد السينمائي وصناعة السينما.. الغرف منها ما كتب عليه الأفيشات والتصوير، والملفات السينمائية.. وغيرها..
استعدت كل الأسئلة التي سبق وطرحناها على كل من تولوا المركز من قبل عن فشلنا في إنشاء سينماتيك ـ وتذكرت إن سوريا في ظل أزمتها افتتحت مطلع شهر ديسمبر سينماتيك متكاملًا، وأن تونس والجزائر والمغرب لديها سينماتيك.
وأعلم جيدًا أن الكلام في هذا الموضوع أصبح “مملًا”.
ومن هنا أطرح على الدكتورة سعاد شوقي التي تمتلك من الطموح والجرأة أن تستغل هذا المركز، مع دعم من وزيرة الثقافة الدكتورة أيناس عبدالدايم، في تنفيذ المشروع، حتى وإن كانت الشركة الجديدة التي عهد للدكتور خالد عبدالجليل بإنشائها تمتلك مقتنيات، فلا مشكلة في التعاون بينهما..
وليكون عام 2020 نهاية للجدل حول هذا الموضوع، وتحتفل الثقافة السينمائية بما يحفظ تاريخنا السينمنائي، طالما أن هناك من يفكر ولديه الطموح.. والنوايا الطيبة!
نقلا عن الاهرام